• ظافر شرطي يقف في بداية الثمانينيات هجرية في تقاطع شارع الفريان مع شارع عسير بالرياض.
• لم تكن حركة المرور كثيفة و فيما يبدو لي أن مهمته مرورية جنائية.
• كان والدي رحمه الله أثناء مروره بالشرطي ظافر يسلم عليه وبتبادل معه الأحاديث.
• كنت أقف بجوار والدي متأمل مظهر الشرطي ظافر. وكان ذلك الجندي بمعايير ضابط اليوم في قيافته وهيبته.
• كان نظري لا يستطيع التأمل في وجه الشرطي ظافر هيبة منه وبسبب الطول الفارع فيه.
• كان نظري لا يتجاوز حزامه (القايش) والذي خط عليه عبارة (شرطي)
• كبرت وتغيرت المدينة وأصبحت الرياض القديمة ماهي إلا حي من أحياء الرياض.
• لكن لازالت صورة الشرطي ظافر تطغى على مخيلتي حتى هذا اليوم.
• وحين التحقت بهذا الجهاز العظيم أدركت أنها من اشرف المهن وأجلها.
• بحثت عن ذلك الشرطي الذي أعطى صورة جميلة عن رجل الشرطة ولم أجده حتى هذا اليوم.
• تذكرت هذه الصورة القديمة وأنا أستمع إلى أغنية يقول مطلعها (ياشرطي كلم حبيبي)
• أنا لست ممن يستمع إلى الأغاني بكثرة أصلا وإذا استمعت إلى أغنية فإن ذلك على الكلمة الهادفة والشعر الرصين.
• من الملاحظ أن بعض كلمات الأغاني هذه الأيام كلمات هابطة لا معنى لها.
• ولكن كانت أغنية ياشرطي من الأغاني التي استفزتني حيث تقول (ياشرطي كلم حبيبي تراه سارق قليبي)
• توظيف رخيص لرجل شريف يحمل رسالة أسمى من أن يتحول إلى هذا النوع من القواده التي صورتها كلمات الأغنية.
• الشرطي من حراس الفضيلة وليس من مسوقي الرذيلة، ولهذا شعرت بأن هناك طعن في كيان رجل الشرطة.
• حين نهتم برجل الشرطة فإننا في الواقع نعطي للسلطة قوتها وهيبتها.
• إن هيبة رجل الشرطة وقوته هو معيار سليم لهيبة السلطة وقوتها.
• عشنا نحن رجال الشرطة هذا النوع من القوة والهيبة حين بدأنا حياتنا العملية.
• كان رجل الشرطة في منتصف التسعينيات هجرية في قمة حضوره الأمني.
• اليوم أتمنى أن يعود ذلك الحضور كما كان عليه لأنه المعادلة التي تحتاجها الدولة في الوقت الراهن.
• في كل بلد خارج المملكة أزوره أحرص على تقييم رجل الشرطة من حيث قوته وهيبته وحضوره الأمني.
• لم أجد جهاز أمني بقوة الجهاز الأمني (السري لنكي) على الرغم من قلة الإمكانيات.
• الحياة الليلية في سيري لانكا لا تتجاوز الساعة التاسعةمساءاً كحد أقصى ولذلك تجد المدينة قد خلدت إلى النوم قبل ذلك بكثير.
• ولأن ثقافة السهر في دمائنا كنت أستمر مستقيضا إلى العاشرة وأحيانا إلى الثانية عشرة منتصف الليل.
• وحتى أقطع الوقت ليلا أجلس على ضفاف النهر متأملا ذلك السكون الذي يعتري المكان في مدينة كاندي الجبلية.
• وفي كل مرة أطيل فيها الجلوس تداهمني مجموعة من رجال الشرطة. بلباس مدني.
• يسألون عن هويتي وحين يعرفون أنني سعودي يعتذرون لي بقوة ويغادرون.
• حين أنتقلت إلى مدينة كولمبو كان البحر هو مقصدي في الليل والنهار. وهناك تجد التواجد الأمني كثيف ولذلك أحب ليل هذه المدينة على الرغم من أنها هي الأخرى تنام مبكرا إلا أماكن السهر واللهو الليلي الذي يكثر في الفنادق وأماكن تسويق الرذيلة.
• في الأسواق العامة داخل تلك المدينة لفت نظري رجل الشرطة وهو يمتطي حصان أسود وحين أمر من تحت ذلك الحصان أشعر بأن رجل الشرطة هامة عالية لا يطوله أحد من المارة.
• فهل تتفقون معي بأني على حق حين شعرت بالامتعاض من أن يطلب من الشرطي أن يكلم حبيبه أو حبيبها؟ أم أن الأمر لا يحتاج كل هذا الانفعال.
• كتبها/ فهد الجابر
موضوع: ياشرطي كلم حبيبي 
الثلاثاء مارس 09, 2010 11:10 pm
